ﷺ ليقتلوه، قال:«لو أنك خرجت من هذه الحلقة ما أمنت عليك أن يخطفك بعضهم، فهل رأيت من شيء؟» قلت: رأيت رجالا سودا مستدفرين عليهم ثياب بيض، فقال رسول الله ﷺ:«أولئك وفد جن نصيبين … » الحديث، وأخرجه أيضا ابن جرير (١).
الحديث الثامن: من رواية أبي زيد مولى عمرو بن حريث، قال أحمد: حدثنا يعقوب ابن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني أبو عميس عتبة بن عبد الله بن عتبة، عن أبي فزارة، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث المخزومي، عن عبد الله بن مسعود قال: بينا نحن مع رسول الله ﷺ بمكة وهو في نفر من أصحابه إذ قال: ليقم منكم معي رجلان، ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة، قال: فقمت معه وأخذت إداوة ولا أحسبها إلا ماء، فخرجت مع رسول الله ﷺ حتى إذا كنا بأعلى مكة رأيت أسودة مجتمعة، قال: فخط لي رسول الله ﷺ خطا ثم قال: «قم هنا حتى آتيك»، قال: فقمت ومضى رسول الله ﷺ فرأيتهم يثورون إليه، قال: فسمر معهم رسول الله ﷺ ليلا طويلا حتى جاءني مع الفجر فقال: «ما زلت قائما يا ابن مسعود؟»، قال: قلت: يا رسول الله، أو لم تقل قم حتى آتيك؟ قال: ثم قال لي: «هل معك من وضوء؟»، قال: فقلت: نعم، ففتحت الإداوة فإذا هو نبيذ، فقال رسول الله ﷺ:«تمرة طيبة وماء طهور» قال: ثم توضأ منها، فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم، قالا له: يا رسول الله إنا نحب أن تؤمنا في صلاتنا، قال: فصفهما رسول الله ﷺ خلفه، ثم صلى بنا، فلما انصرف، قلت له: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال:«هؤلاء جن نصيبين، جاءوا يختصمون إلي في أمور كانت بينهم» … الحديث