عن أَبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: دَخلتُ المَسْجِدَ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَالسٌ، فلما غربت الشَّمس، قال:(يا أبا ذر، هل تدري أَين تذهب هذه؟) قال: قلت: الله ورسوله أَعلم. قال:(فإِنها تذهب تستأذن في السجود فيُؤذَن لها، وكأنّها قد قيل لها: ارْجِعِي من حيثُ جئتِ، فتطْلُعُ من مَغْرِبها). ثم قرأ:{ذَلِكَ مُستَقَرٌّ لَهَا} يس: ٣٨ في قراءة عبد الله. متفق عليه (١).
وفي رواية لمسلم عن أبي ذر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يومًا:(أتدرون أَين تذهب هذه الشَّمس؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:(إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدةً. فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي. ارجعي من حيث جئتِ. فترجع، فتصبح من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخرّ ساجدةً، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي. ارجعي من حيث جئتِ. فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئًا؛ حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك، تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي. أَصبحي من مَغْربكِ. فتصبح طالعةً من مغربها) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين لا ينفعُ نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إِيمانها خيرًا)(٢).
وفي رواية للبخاري عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأَبي ذرّ
(١) أخرجه البخاريُّ في كتاب " التوحيد " باب " وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم " (٩/ ١٢٤ - رقم [٧٤٢٤])، ومسلم في كتاب " الإيمان " باب " بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان " (١/ ١٣٩ - رقم [١٥٩]). (٢) صحيح مسلم كتاب " الإيمان " باب " بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان " (١/ ١٣٨ - رقم [١٥٩]).