صبأنا١، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يومٌ، أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجلٌ من أصحابي أسيره، حتى قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرناه، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال:"اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد٢، مرتين"٣.
١ صبأنا صبأنا: يقال: صبأ فلان إذا خرج من دين إلى دين غيره، من قولهم: صبأ ناب البعير إذا طلع، وكانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه وسلم الصابئ، لأنه خرج من دين قريش إلى دين الإسلام. النهاية (٣/ ٣) . ٢ قال الحافظ: "قال الخطابي: أنكر عليه العجلة وترك التثبت في أمرهم قبل أن يعلم المراد من قولهم: صبأنا"، فتح الباري (٨/ ٥٧- ٥٨) . ٣ صحيح البخاري مع الفتح (٨/ ٥٦) رقم (٤٣٣٩) و (١٣/ ١٨١ ورقم ٧١٨٩) . وقد أخرج خبر هذه السرية أيضاً: عبد الرزاق في المصنف (٥/ ٢٢١- ٢٢٢ رقم ٩٤٣٤) ، ومن طريقه أخرجه أحمد في المسند (١٠/ ٤٤٤- ٤٤٥ رقم [٦٣٨٢] أرناؤوط) ، والنسائي في سنن رقم (٥٤٠٤) ، وابن حبان في صحيحه (الإحسان ١١/ ٥٣، رقم: ٤٧٤٩) ، والبيهقي في الدلائل (٥/ ١١٣- ١١٨) ، وفي السنن (٩/ ١١٥) وذكرها الذهبي في تاريخ الإسلام، قسم المغازي (٥٦٧) ، وابن كثير في البداية (٤/ ٣١٣- ٣١٤) ، ومن غير طريق الزهري أخرجها ابن إسحاق (ابن هشام ٢/ ٤٢٨) ، والواقدي في المغازي (٣/ ٨٧٥) ، وابن سعد (٢/ ١٤٧- ١٤٩) بدون إسناد.