عند البغوي في الصحابة أن النعمان بن قوقل (١) قال يوم أحد: أقسمتُ عليك يا رب لا تغيب الشمس حتى أطأ بعرجتي في الجنة، فاستشهد ذلك اليوم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد رأيته في الجنة وما به من عَرَج (٢).
* * *
[بركة ودعاء]
قال الشعبي: عن جابر (٣) أن أباه - رضي الله عنهما - توفي وعليه دين قال: فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن أبي ترك عليه دينًا وليس عندنا إلا ما يخرج من نخله، فانطلق معي لئلا يفحش علي
(١) النعمان بن قوقل: وقوقل اسمه مالك بن ثعلبة بن دعد والقواقل هم رهط عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -[مستدرك الحاكم (٣/ ٦٧٩)] وعن جابر - رضي الله عنه - قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - النعمان بن قوقل فقال: يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أأدخل الجنة؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «نعم». [رواه مسلم (١٠٨/ ٦٨٣)]. (٢) عون المعبود (٧/ ٢٨١). (٣) جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري: الإمام الكبير آخر من شهد ليلة العقبة الثانية موتًا، وكان قد أطاع أباه يوم أحد وقعد لأجل أخواته، ثم شهد الخندق، وشاخ وذهب بصره وقارب التسعين. عن جابر قال: استغفر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة البعير خمسًا وعشرين مرة. وقال: عادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا لا أعقل فتوضأ وصب علي من وضوئه فعقلت. مات سنة ثمان وسبعين. [السير للذهبي (٣/ ١٨٩ - ١٩٤].