هجوم عليها نفسه، غير أنّه ... متى يرم في عينيه بالشّخص ينهض [٣]
يعني بالبيض بيض النّعام. وسماوة الشيء: شخصه. لأنّ الظّليم لما رآهم فزع ونهض. وهذا البيت أيضا يدلّ على أنّه فروقة [٤] .
وقال ذو الرّمّة [٥] في بيض النّعام: [من الطويل]
تراه إذا هبّ الصّبا درجت به ... غرابيب من بيض هجائن دردق [٦]
قال: والصّبا والجنوب تهبّان في أيام يبس البقل، وهو الوقت الذي يثقب النّعام فيه البيض. يقول: درجت به رئلان سود غرابيب، وهي من بيض هجائن: أي بيض.
والدّردق: الصّغار، وهو من صغر الرّئلان.
قال طفيل بن عوف الغنويّ [٧] ، وذكر كيف يأخذون بيض النّعام:[من الطويل]
عوازب لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تر نارا تمّ حول مجرّم [٨]
[١] ديوان ذي الرمة ١٨٣١- ١٨٣٢، والخزانة ٨/١٥٧، والثاني بلا نسبة في اللسان والتاج (هجم) ، والكتاب ١/١١٠. [٢] في ديوانه «سماوة جون» ، وفيه: «السماوة: شخصه، أي: فزعناه فقام عن بيضه. والخباء: البيت. المقوض: الذي هلك وقلعت أوتاده» . [٣] في ديوانه: «بالشبح ينهض» ، وفيه: «هجوم عليها: يعني الظليم، يرمي نفسه على بيضه، الشبح: الشخص، ينهض: إذا رأى شخصا فرّ وهرب» . [٤] فروقة: كثير الفزع. [٥] ديوان ذي الرمة ٤٨٠، والمعاني الكبير ٣٥٤، والأزمنة والأمكنة ٢/٨١. [٦] في ديوانه «إنما اختار الصبا لأنها تهب في الشتاء، والنعام لا يبيض إلا في الشتاء. فلذلك درجت في هذا الوقت. غرابيب: سود، الواحد: غربيب، يعني الفراخ. من بيض: يقول: هذه الفراخ خرجت من بيض بيض. والهجائن: البيض. دردق: صغار، لا واحد لها» . [٧] ديوان طفيل الغنوي ٧٧- ٧٨، وأمالي القالي ٢/٨٣، والأول في أساس البلاغة (تمم، نبح) ، وهما لابن مقبل في ديوانه ٢٧٦. [٨] في ديوانه «عوازب: لا تروح إلى أهلها بالقفر. النبوح: أصوات كلاب المقيمين. تم حول: يقال: مضى له حول مجرم، إذا كان تماما» .