قال الشافعي: وقول عمر هذا يُبَيِّنُ ما وصفت؛ لأنه إنما أراد: كم من بقى من وقت الثريا؟ لمعرفتهم بأن الله تعالى، قدَّر الأمطار في أوقات فيما جَرَّبُوا، كما عَلِمُوا أنّه قدّر الحرّ والبرد فيما جرّبوا في أوقات.
قال: وبلغني أن «عمر بن الخطاب» أُتِيَ (٢) بشيخ من بني تميم غداً مُتَّكئاً على عكّاز، وقد مُطِرَ الناس، فقال: أجاد ما أَقْرَى (٣) المُجَيْدِح (٤) البارحة. فأنكر عمر قوله: أجاد ما أقرى المجيدح لإضافته المطر إلى المجيدح.
ومن قوله:«وبلغني أن عمر بن الخطاب» إلى آخره - لم يذكره أبو عبد الله، وذكره ابن موسى.
وفيما كتب إليّ أبو نعيم: عبد الملك بن الحسن الإسفراييني، إجازة، أن أبا عوانة أخبرهم، قال: سمعت الربيع بن سليمان، يقول:
سمعت الشافعي، يقول في «حديث المِقْدَاد» في الرجل الذي ضرب إحدى
(١) الام ١/ ٢٢٣. (٢) كذا في ح، في ا: «أوحد» وعليها علامة الغلط، وفي هـ: «أوجر» وفي الام «أوجف». (٣) كذا في الام، وفي هـ: «ما أقرأ» وفي ا: «ما أمر» وفي ح: «ما أمري» والصواب ما في الام (٤) في الام: «المجدح» وفي هـ: «المجندح» وهو تحريف. وفي اللسان ٣/ ٢٤٥ «والمجاديح: واحدهما مجدح، وهو نجم من النجوم كانت العرب تزعم أنها تمطر به، كقولهم: الانواء».