ولاقوا رجالاً يكسُد النَّبل عِندهم … إذا خطرتْ أيمانهم بالمناصِل
فلم يدعه عبد الملك حتى بعث معه جيشاً من أهل الشام، فجعل بعضهم يتخلف عن بعض في كل مرتحل حتى رق من معه، فعرض له عبيد الله بن العباس السلمى ثم الرعلى فقاتله، ففر فتبعه حتّى ركب معبرة (٢) بالفرات، فنادى عبيد اللّه بن العبّاس الملاح صاحب المعبر: لئن عبرت به لأقتلنّك! فكرّ به راجعا فعانقه ابن الحر - وكان الملاح شديد البطش - فغرقا جميعاً.
فاستخرجت قيس عبيد الله بن الحر، فنصبوه وجعلوا يرمونه ويقولون:
أمغازلاً تجدها (٣)؟! حتّى قتلوه.
(١) بياض في النسختين. وانظر الطبري وابن الأثير في حوادث ٦٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ٤: ٣٨٢. (٢) المعبرة: سفينة يعبر عليها النهر، ومثلها «المعبر». (٣) في الحيوان ١: ١٣٤: «أذات مغازل».