والحبر سمي مداداً لأنه يمدّ القلم، أي يعينه. وإنما استعمل فيه السواد دون غيره لمضادته لون الصحيفة. وليس شيء من الألوان ضد (١) لصاحبه إلا السواد والبياض.
وقال آخر (٢): صورة المداد في الأبصار سوداء، وفي البصائر بيضاء.
والمداد ركن من أركان الكتابة وعليه معول الكتاب (٣). وأنشدوا في ذلك:
ربع الكتابةِ في سواد مدادها … والرُّبع حسنُ صناعة الكتَّاب
والرُّبع من قلمٍ سويٍّ بريهُ … وعلى الكواغدِ رابع الأسباب (٤)
ونظر جعفر بن محمد إلى فتى على ثيابه أثر المداد وهو يستره منه، فقال له:
يا هذا، إن المداد على الثياب من المروة (٥).
وقال ابن العفيف: شيئان لا يتم المداد إلا بهما، وهما العسل والصّبر. أمّا
(١) كذا في الأصل، على الوصفية. وفي صبح الأعشى ٢: ٤٧٣ «يضاد صاحبه كمضادة السواد للبياض. (٢) في صبح الأعشى ٢: ٤٧٢: «بعض الحكماء». (٣) في صبح الأعشى ٢: ٤٧٣: «وعليه مدار الربع منها». (٤) صبح الأعشى ٢: ٤٧٣: «تسوى بريه». وكواغذ، وردت بالذال المعجمة. والكاغد والكاغذ لغتان في الفارسية، وهو الورق الذي يكتب فيه. استينجاس ١٠٠٦ وفي صبح الأعشى: «كواغد» بالمهملة. (٥) صبح الأعشى ٢: ٤٧٢.