وكان غزا خثعم فسبى امرأة فأولدها. ثم إن المرأة قالت لسليكُ: أزرني قومي (٢) وإني لا أغدر بك، وما ولدي منك إلا كولدي من غيرك. فاحتملها وأتى بها أرض خثعم فقالت له: أقم بهذا الموضع - لموضع أمرت به - حتى آتيك بعد يومين أو ثلاثة. فلما أتت زوجها قالت له: هذا سليك بموضع كذا.
فلم تر عند زوجها خيراً، فقالت لابن عمه أنس بن مدرك (٣)، فخرج أنس فقاتله، فوثب زوج المرأة على أنس حتى عقله، فقال أنس:
غضبتُ للمرء إذ نيكت حليلتهُ … وإذ يشدّ على وجعائها الثّفر
أنَّى تناسى هامات فمحرورة … لا يزدهيني سواد الليل والجهر (٤)
إني وقتلي سليسكاً ثم أعقله … كالثورُ يضرب لما عافت البقر (٥)
(١) التكملة من الأغانى ١٨: ١٣٣. وانظر ترجمة السليك في الأغانى والشعراء ٣٢٤ - ٣٢٨ والمؤتلف ١٣٧ وشرح التبريزي للحماسة والخزانة ٢: ١٧. (٢) في النسختين: «قومك». (٣) انظر تحقيق اسمه في حواشي الخزانة ٣: ٨٠ سلفية. (٤) كذا، وفي الأغانى ١٨: ١٣٨: إني لتارك هامات بمجزرة … لا يزدهينى سواد الليل والقمر (٥) البيت شاهد في العربية لنصب الفعل بأن مضمرة بعد ثم. همع الهوامع ٢: ١٧.