وإن مشيت وفي كفِّي العصا ثقلت … رجلي كأني أخوض الوحل في الجلد (٤)
فاعجبْ لضعف يدي عن حملها قلماً … من بعد حطم القنا في لبَّة الأسد
فقلْ لمن يتمنّى طولَ مدّته … هذي عواقبُ طول العمر والمددِ
قال المؤلف أطال الله بقاءه: دخل علي بالموصل سنة ست وعشرين وخمسمائة رجل من أهل الموصل نصراني يعرف بابن تدرس (٥)، وهو شيخ كبير يمشي على عصا ليسلم علي، وأنشدني والعصا بيده قبل السلام:
أحمدُ الله إذْ سلمتُ إلى أن … صرت أمشي وفي يدي عكَّازة
نعمةٌ ليتني بقيت عليها … حذراً أن أشال فوق جنازة (٦)
وقال آخر:
عصيت العصا أيّام شرخ شبيبتي … فلما انقضى شرخ الشباب أطعتها
أحمِّلها ثقلي ويحسب كلُّ من … رآها بكفّي أنني قد حملتها
(١) أبو زبيد الطائي، حرملة بن المنذر، كان نصرانيا مخضرما، وكان أوصف الناس للأسد، وصفه بحضرة عثمان بن عفان وصفا مرعبا، فقال له عثمان: اسكت قطع اللّه لسانك فقد أرعبت قلوب المسلمين. انظر الشعر والشعراء ٢٦٠ والأغانى ١١: ٢٣ - ٣٠ والمعمرين ٨٦ والجمحي ١٣٢ والخزانة ٢: ١٥٥ - ١٥٦. (٢) هذه الأبيات مما لم يرو أيضا في ديوان أسامة. وقد أنشدها في الاعتبار ١٦٣. وانظر ابن خلكان ١: ٦٣ والمسالك ١٠: ٥٠٠ مصورة دار الكتب. (٣) في الأصل والمسالك: «لخط مرتعش»، والوجه ما أثبت من خ والاعتبار. (٤) الجلد: الغليظ من الأرض. (٥) خ: «بابن مرزينا». (٦) في الأصل: «خالدا لا أشال»، وأثبت ما في خ.