= وهذا كله يدل على كونه صدوقًا معروفًا، وقد تصحَّف اسمه على الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٣٤١]، بـ (ياسين الزيات) ولا أدرى كيف وقع له هذا؟! وياسين هذا متروك مطروح، من رجال "اللسان" [٦/ ٢٣٨]، وهو متقدم الطبقة على خالد الزيات أيضًا؟! أما داود بن سليمان فلم أستطع تمييزه الآن، وقد وقع اسمه عند الثعلبى هكذا: (داود أبو سليمان) وما أدرى أيهما أصح؟! ثم رأيت ابن أبى حاتم قد ذكر هذا الحديث في العلل [رقم ١٩٨١]، فقال: (وسألت أبى عن حديث خالد الزيات عن داود عن أبى طوالة عن أنس ... ) وذكره مختصرًا، ثم قال: (قال أبى: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، وأتوهم أنه من سليمان بن عمرو النخعى أبى داود [قلتُ: وهو كذاب مشهور]، قلتُ: - القائل هو ابن أبى حاتم -: فيحدث سليمان بن عمرو هذا عن أبى طوالة؟! قال: يحدث عن من دب ودرج، قلتُ: ما حال سليمان؟! قال: متروك؛ قلت لأبى: لداود هذا معنى؟! قال: لا، ثم قال: ليس هذا من حديث أبى طوالة، ويروى هذا المتن بإسنادين ليسا بقويين؛ قلتُ: ما حال خالد؟! قال: ليس به بأس". قلتُ: فحاصل هذا: أن أبا حاتم لما تذوَّق هذا الحديث، شمَّ فيه رائحة سليمان بن عمرو النخعى - الهالك المشهور - فهو المعروف برواية مثل هذا الطراز من مفضوح الأخبار، فلم يكن لوجود (داود) في سنده معنى كما قال أبو حاتم، وهذا يُحْمل على أمرين: الأمر الأول: إما أن يكون بعضهم - خالد الزيات أو من دونه - قد وهم في اسم راويه عن أبى طوالة، فبدل أن يقول: (عن أبى داود) قال (عن داود) وأبو داود هي كنية سليمان بن عمرو النخعى. =