حدثنى عبد الله بن الوليد، عن أبى الخير، عن عقبة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إِنْ كَانَ فِي شَىْءٍ شِفَاءٌ فَفِى شَرْطَةِ حَجَّامٍ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ، أَوْ كَيَّةِ نَارٍ تصِيبُ الدَّاءَ، وَأَنَا أَكرَهُ الْكَيَّ وَلا أُحِبُّه".
١٧٦٦ - حدّثنا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا ابن المبارك، عن حرملة بن عمران، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن عقبة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرَّجُلُ فِي ظِلِّ صَدَقَتِه حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ"، أو قال:"حَتَّى يُقْتَصَّ بَيْنَ الناسِ"، وكان أبو الخير لا يأتى عليه يومٌ إلا تصدق فيه بشئٍ ولو كعكةً، ولو بصلة.
= قلتُ: وإسناده صحيح في الشواهد. وعبد الله بن الوليد وإن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، فقد قال عنه الدارقطنى في "سؤالات البرقانى" [ص ٤١/ ٢٧٠]: "لا يعتبر به ... ". قلتُ: وهذا إهدار له بالكلية، وقال الحافظ: "لين الحديث" لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة مثله ونحوه ... وسيأتى منها حديث جابر [٢١٠٠]، وهو حديث صحيح ثابت. ١٧٦٦ - صحيح: أخرجه أحمد [٤/ ١٤٧]، وابن خزيمة [٢٤٣١]، وابن حبان [٣٣١٠]، والحاكم [١/ ٥٧٦]، والطبراني في "الكبير" [١٧/ رقم ٧٧١]، والبيهقي في "سنده" [٧٥٤٠]، وفى "الشعب" [٣/ رقم ٣٣٤٨]، والقضاعى في "الشهاب" [١/ رقم ١٠٣]، والحسين بن حرب في "البر والصلة" [رقم ٣٣٩]، وابن المبارك في "الزهد" [رقم ٦٤٥]، والبغوى في "شرح السنة" [٣/ ١٧٣]، وغيرهم من طريقين عن حرملة بن عمران عن يزيد بن أبى حبيب عن أبى الخير اليزنى عن عقبة به .... قلتُ: وهذا إسناد مصرى غالٍ، وقال الذهبى في "المهذب": "إسناده قوى" كما في "فيض القدير" [٥/ ١٢]، وقال الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٢٨٦]: "رواه أحمد كله، وروى أبو يعلى والطبراني في "الكبير" بعضه، ورجال أحمد ثقات" وهذا منه عجب في موضعين: الأول: قد تعقبه حسين الأسد في تعليقه قائلًا: "نقول: رواه أبو يعلى كله ولم يقتصر على بعضه كما قال الهيثمى". قلتُ: وهو كما قال. والثانى: أن رجال أبى يعلى والطبراني ثقات أيضًا، بل هم أنفسهم رجال أحمد، فأيش هذا القصور وقد توبع عليه حرملة: =