وحبيب إلى الرحمن، وخفيف على اللسان، وثقيل في الميزان -كما سيأتي-.
فإنَّ عجزتَ عن إِتْبَاع الحسنة السيئة فأنتَ مخذُولٌ، والسيئةُ الصَّغيرةُ مقابلة بالحسنة الصغيرة والذكر اليسير، والكبائرُ بالتويةِ والإنابةِ.
وأَمَّا حقّ العِباد فهو مُخالقتهم -أي: معاشرتهم- بخُلُقٍ حسنٍ، فعاملهم بما تحب أن يعاملوك به مِن: كفِّ الأذى وبَذْل النَّدَى وطلاقةِ الوجهِ؛ أي عامل النَّاس بما تحت أن يعاملوكَ به فتجتمع القلوب ويتفق السرُّ والعلانية، فتأمن الكيد والشر، وذلك جِماعُ الخير ومِلاكُ الأمر -إن شاء الله تعالى- وأثقل مَا وُضِعَ في الميزان: خلقٌ حسنٌ (١).
وصحَّ أنَّ نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قال:"إنَّ خِيَارَكُمْ أحاسِنُكُمْ أَخْلاقًا"(٢)، وجاء:"إنَّ العَبْدَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِم بالنَّهار القَائِمِ باللَّيلِ ... " الحديث (٣).
(١) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أثْقلُ شيءٍ في مِيزَانِ المُؤْمنِ يومَ القِيامَةِ حُسْنُ الخُلُقِ". رواه أحمد (٤٥/ ٥١٠ رقم ٢٧٥١٧)، والبخاري في "الأدب المفرد" (١٥٩ رقم ٤٦٤)، و"التاريخ" (٢/ ٢٦٦)، وأبو داود (٥/ ٩٧ رقم ٤٧٩٩)، الترمذي (٣/ ٥٣٥: ٥٣٦ رقم ٢٠٠٣، ٢٠٠٢)، وعبد الرزاق (١١/ ١٤٦ رقم ٢٠١٥٧)، والطيالسي (٢/ ٣٢٣ رقم ١٠٧١)، وابن أبي عاصم في "السنة" (١/ ٥٢٤ رقم ٨٠١، ٨٠٢)، وابن حبان (٢/ ٢٣٠ رقم ٤٨١) وجمعٌ من الأئمة عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -. وهو حديثٌ صحيحٌ: صححه التِّرمذيُّ، وابن حبان، والألباني في "الصحيحة" (٢/ ٥٦٢ رقم ٨٧٦). (٢) رواه مسلمٌ (٤/ ١٨١٠ رقم ٢٣٢١) من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -. (٣) رواه أحمد (٤٠/ ٤١٤ رقم ٢٤٣٥٥، ٢٥٠١٣، ٢٥٥٣٧)، أبو داود (٥/ ٩٧ رقم ٤٧٩٨)، والحاكم (١/ ٦٠)، وابن حبان (٢/ ٢٢٨ رقم ٤٨٠)، وتمام في "فوائده" (٣/ ٢٩٤ رقم ١٠٧١)، والبيهقيّ في "الشعب" (١٠/ ٣٦٣ رقم ٧٦٣١، ٧٦٣٢، ٧٦٣٣) عن أمّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -. والحديث صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، والألباني كما في "صحيح موارد الظمآن" (٢/ ٢٤٧ رقم ١٦١٩)، و"الصحيحة" (٢/ ٤١ رقم ٥٢٢، ٧٩٥).