قاموا إخوتك. ويوهم كلام الشيخ (١) أن مثل هذا لا يجوز أن يصدق عليه أن الفعل فيه خبر، فلو قال بدل البيت نحو (٢):
أو كان (٣) فعل خبر (٤) كابني قرا ... أو قصد استعماله منحصرا
لكان أوضح؛ لأنّ التمثيل بابني قرا، المبتدأ فيه مفرد والفعل مسند إلى ضميره.
ومنها: قصد بيان انحصار جملة ما (٥) للمبتدأ من الأخبار التي يصح فيها النزاع، كقولك: إنما زيد شاعر، في الردّ على معتقد كتابته وشعره، أو كتابته لا شعره، وحمل على (إنما) المحصور بإلّا بعد نفي، مع أن التقديم مع إلّا لا يضر بالمعنى، وندر قوله:
٦٦ - فيا رب هل إلّا بك النصر يرتجى ... عليهم وهل إلّا عليك المعوّل (٦)
ومنها أن يكون الخبر مسندا إلى مبتدأ قرن بلام ابتداء، نحو:
(١) قال ابن مالك في الألفية ١٨: كذا إذا ما الفعل كان الخبرا ... أو قصد استعماله منحصرا (٢) في ظ زيادة (قولي). (٣) في الأصل وم (لكان). (٤) في ظ (خبرا). (٥) في الأصل وم (إما). (٦) من الطويل، للكميت الأسدي. وفي الديوان (نبتغي) بدل (يرتجى). الشاهد في: (إلا بك النصر) فقد قدم الخبر الجار والمجرور (بك) المحصور بإلا وأخر المبتدأ (النصر)، وهذا خاص بالشعر. الهاشميات ١٦٤ وابن الناظم ٤٦ والمرادي ١/ ٢٨٤ وابن عقيل ١/ ٢٠٤ والمساعد ١/ ٢٢١ والعيني ١/ ٥٣٤ وشفاء العليل ٢٨٣ والأشموني ١/ ٢١١ والتصريح ١/ ١٧٣ والهمع ١/ ١٠٢ والدرر ١/ ٧٦.