عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ فِي المَسجِدِ، ورَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ أَنْظُرُ إِلَى لَعِبِهِمْ» (١).
وروى أبو داود في سننه من حديث عائشة - رضي الله عنها - أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فِي سَفَرٍ، قَالَت: فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلَيَّ، فَلَمَّا حَمَلْتُ اللَّحْمَ، سَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي فَقَالَ:«هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ»(٢).
وكان لا يحتقر مسكينًا لفقره وزمانته، ولا يهاب ملكًا لملكه، يدعو هذا وهذا إلى الله دعاء مستويًا، فقد روى الترمذي في سننه من حديث أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»(٣).
وروى البخاري في صحيحه من حديث سهل الساعدي أنه قال: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٍ:«مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟» فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لا يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ لا يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ
(١) صحيح البخاري - رحمه الله - ٥٤، وصحيح مسلم برقم ٨٩٢. (٢) برقم ٢٥٧٨، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - كما في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٤٩٠) برقم ٢٢٤٨. (٣) برقم ٢٣٥٢، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في صحيح سنن الترمذي (٢/ ٢٧٥) برقم ١٩١٧.