ومعنى لما يلحق بهم لم يعمل بعملهم أو لم يصاحبهم قال أهل العربية: لما نفي للماضي المستمر، فيدل على نفيه في الماضي وفي الحال، بخلاف لم، فإنها تدل على الماضي فقط (١).
٤٠٣٠ - أن رجلًا قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال:"ويلك! وما أعددت لها؟ " قال: ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام ولا عمل، إلا أني أحب الله ورسوله، قال:"أنت مع من أحببت".
قلت: رواه الشيخان في الأدب من حديث أنس (٢) وفي الحديث: قال أنس فما فرحنا بعد الإِسلام فرحًا أشد من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فإنك مع من أحببت" قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بأعمالهم.
قال البخاري: وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم.
قلت: وأرجو مع عظيم خطيئاتي أن أكون معهم بحبي إياهم، أماتنا الله على ذلك وعلى محبة جميع الصحابة والتابعين وغفر لنا أجمعين.
قوله: ما أعددت لها كثير صلاةٍ، قال النوويّ (٣): ضبطوه بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة وهما صحيحان، معناه: ما أعددت لها كثير نافلة من صلاة ولا صيام ولا صدقة.
قوله: أنت مع من أحببت، في جواب سؤال السائل متى الساعة.
قال الخطابي (٤): كان سؤال الناس عن وقت قيام الساعة على وجهين: أحدهما: على معنى التعنت له والتكذيب بها، والآخر على سبيل التصديق بها، والإشفاق
(١) انظر: المنهاج للنووي (١٦/ ٢٨٥). (٢) أخرجه البخاري (٦١٦٧)، ومسلم (٢٦٣٩) لم أجد قول البخاري هذا في كتاب الأدب. (٣) انظر: المنهاج للنووي (١٦/ ٢٨٦). (٤) انظر: أعلام الحديث (٣/ ٢٢٠٦ - ٢٢٠٧).