إن اللَّه ابتاع من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة، وعدا عليه حقا، يقول: وعدهم الجنة جل ثناؤه، وعدا عليه حقا أن يوفى لهم به فى كتبه المنزلة: التوراة والإنجيل والقرآن، إذا هم وفوا بما عاهدوا اللَّه، فقاتلوا فى سبيله ونصرة دينه اعداءه، فقتلوا وقتلوا، {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}؟ ويقول جل ثناءه: ومن أحسن وفاء بما ضمن وشرطا من اللَّه. {فَاسْتَبْشِرُوا} يقول: ذلك للمؤمنين، فاستبشروا أيها المؤمنون الذين صدقوا اللَّه فيما عاهدوا {بِبَيْعِكُمُ} أنفسكم وأموالكم، بالذى بعتموها، من ربكم؟ فإن اللَّه ذلك هو الفوز العظيم (١).
(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٣٤/ ١١). انظر تفسير الآية فى زاد المسير لاين الجوزى (٥٠٣ - ٥٠٥/ ٣) =