للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أئمة أهل العلم» (١).

المضطرب لغة:

اسم فاعل من اضطرب، مأخوذ لغة من الاضطراب بمعنى: الحركة والاختلاف، يقال: اضطرب الموج، أي: ضرب بعضه بعضاً، فهو مضطرب (٢).

وأود التنبيه عَلَى أنَّ الشائع تسميته بـ (المضطرِب) عَلَى وزن اسم الفاعل، هُوَ من باب الإسناد المجازي (٣)؛ لأنَّ الاضطراب واقعٌ فِيهِ لا مِنْهُ، إذ إنَّهُ اسم مكان، فيظهر فِيهِ اضطراب الرَّاوِي أو الرواة، فَهُوَ عَلَى الحقيقة: مضطرَب -بفتح الراء اسم مفعول - وَلَوْ سمي كَذلِكَ لكان أظهر في المَعْنَى الاصطلاحي (٤).

والمضطرب اصطلاحاً: هُوَ الذي تَخْتَلِف الرِّوَايَة فِيهِ، فيرويه بعضهم على وجه، وبعضهم عَلَى وجه آخر مخالفٍ لَهُ.

هكذا عرّفه الحافظ ابن الصَّلاح (٥)، وَقَد استدرك عَلَيْهِ الزَّرْكَشِيّ بقوله: «قَدْ يخرج مَا لو حصل الاضطراب من راوٍ واحدٍ. وَقَدْ يقال فِيهِ:


(١) " التمييز ": ١٧ - ٢٢.
(٢) انظر: " تاج العروس " مادة (ضرب).
(٣) هُوَ إسناد مَا بني للفاعل إلى المفعول، وَهُوَ من علاقات المجاز العقلي، و المجاز العقلي: إسناد الفعل - أو مَا في معناه من اسم الفاعل أو المفعول أو المصدر - إلى غَيْر ما هو لَهُ في الظاهر من المتكلم، لعلاقة مَعَ قرينة تمنع من أن يَكُون الإسناد إلى ما هو لَهُ. انظر: "جواهر البلاغة": ٢٩٦.
(٤) انظر: " حاشية الأجهوري عَلَى شرح الزرقاني للبيقونية ": ٧٢، و" شرح الديباج المذهب ": ٤٨، و"لمحات في أصول الحَدِيْث": ٢٤٧، وتعليقنا عَلَى " مَعْرِفَة أنواع علم الحَدِيْث ": ٢٢٥، و" أثر علل الحَدِيْث في اختلاف الفُقَهَاء ": ١٩٧.
(٥) انظر: " مَعْرِفَة أنواع علم الحَدِيْث ": ١٩٢ بتحقيقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>