قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: ({لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} أي: لتكونوا على رجاء من أن تقربوا من النار فتعطفوا عليها للتدفؤ، وهذا دليل على أنّ الوقت كان شتاء). (١)
الدراسة:
استنبط الخطيب من الآية دلالتها باللازم على وقت مسير موسى عليه السلام بأهله، وأنه كان في الشتاء، بدلالة الإشارة بقوله {تَصْطَلُونَ} أي تتسخنون بالنار وتستدفئون بها، إذ كانت ليلة باردة، وقد أضلوا الطريق. (٢)
قال الرازي:(في قوله تعالى {بِخَبَرٍ} دلالة على أنه ضلّ، وفي قوله:{لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} دلالة على البرد). (٣)
(١) السراج المنير (٣/ ١٤٤) (٢) أخرج الطبري عن ابن عباس، قال: (لما قضى موسى الأجل، سار بأهله فضلَّ الطريق. قال عبد الله بن عباس: كان في الشتاء، ورفعت لهم نار، فلما رآها ظن أنها نار، وكانت من نور الله). جامع البيان (١٨/ ٢٧٦)، وينظر: تفسير ابن أبي حاتم (٩/ ٢٩٧١)، والدر المنثور للسيوطي (٦/ ٤١١). (٣) التفسير الكبير (٢٤/ ٥٩٣)