قال الخطيب الشربيني - رحمه الله -: ({وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} أي: من الطاعة والتدبير، وفي ذلك دليل على أنّ الملائكة مُكلفون، مُدارون على الأمر والنهي، والوعد والوعيد، كسائر المكلفين، وأنهم بين الخوف والرجاء، وأنهم معصومون من الذنوب؛ لأنّ قوله تعالى:{وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} يدل على أنهم منقادون لخالقهم وأنهم ما خالفوا في
أمر من الأمور، كما قال تعالى:{لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} ([الأنبياء: ٢٧]. (١)
هذه الآية فيها دلالتان:
الدلالة الأولى:
تكليف الملائكة، وأنهم بين الخوف والرجاء.
وجه الاستنباط:
أنه تعالى أخبر عن الملائكة أنهم يخافون ربهم ويفعلون ما يؤمرون، والخوف نوع من التكاليف الشرعية، وبه علَّل تخصيصهم بالسجود. (٢)
الدراسة:
(١) ينظر: السراج المنير (٢/ ٢٣٥) (٢) ينظر: البحر المحيط لأبي حيان (٥/ ٤٠٨)