١٢ - أن حدَّ السرقة من موجَبات عِزَّته تعالى وحكمته، لختم الآية بالاسمين الكريمين: ﴿وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم (٣٨)﴾ [المائدة: ٣٨]. وقد اعترض بعض الزنادقة على حكم الله، قائلا: كيف تقطع اليد في سرقة ربع دينار، وديتها خمس مئة دينار؟! وزعم أنه هذا تناقض، وفي ذلك قال:
يدٌ بخمسِ مئينٍ عَسجدٍ وديتْ *
ما بالُها قُطعتْ في ربْع دينارِ؟
تناقضٌ ما لنا إلا السكوتُ لهُ *
وأنْ نعوذَ بمولانا منَ النارِ (١)
فأجابه بعضهم (٢):
عِزُّ الأمانةِ أغلاها، وأرخَصَها *
ذُلُّ الخيانةِ فافهمْ حكمةَ الباري
وعبَّر بعضهم (٣) بقوله: لما كانت أمينة كانت ثمينة، فلما خانت هانت.
(١) لأبي العلاء المعرِّي، والبيتان في ديوانه «اللزوميات» (١/ ٣٨٧). ولما أورد ابن كثير في ترجمة المعرِّي هذين البيتين وأشياء مما يشبههما، قال: «وكل قطعة من هذه تدل على كفره وانحلاله وزندقته وضلاله!» «البداية والنهاية» (١٥/ ٧٥١). (٢) هو علم الدين السخاوي، كما في «الوافي بالوفيات» (٧/ ٧٤)، و «معاهد التنصيص» (١/ ١٤٣). (٣) هو القاضي عبد الوهاب المالكي، كما في «تفسير ابن كثير» (٣/ ١١٠). (٤) البخاري (٦٧٨٨)، ومسلم (١٦٨٨).