تضمنت هذه الأحاديث جملة من أحكام الرضاع، ومن العجيب في هذا المقام أن كل هذه الأحاديث ترويها أم المؤمنين عائشة ﵂، مما يدل على عنايتها بشأن الرضاع وأحكامه.
وفي هذه الأحاديث فوائد؛ منها:
١ - أن الرضاع مما تثبت به حرمة النكاح بشروطه التي دلت عليها السنة.
٢ - أن الرضعة والرضعتين لا تحرمان، ومفهومه أن الثلاث تحرم، «لَا تُحَرِّمُ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ».
٣ - أن الرضاع المحرِّم هو ما يكون قبل الفطام؛ لقوله ﷺ:«فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ»، والمعنى: أن الرضاع المحرم ما كان لسد جوعة الصبي، وهذا إنما يكون قبل الفطام.
٤ - أن الرضاع بعد لا يحرِّم.
٥ - ثبوت لقب علاقات القرابة للرضاع؛ كالأخوة والأبوة والعمومة، وغير ذلك.
٦ - تحريم دخول الرجل الأجنبي على المرأة والخلوة بها، ووجوب الحذر من ذلك.
(١) البخاري (٢٦٤٤)، ومسلم (١٤٤٥). (٢) مسلم (١٤٥٢).