كتاب البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج

(٣) - (كتاب الحيض) - (١٣) - (باب المستحاضة، وغسلها، وصلاتها) - ج: 8 - ص: 116

قال الجامع عفا الله عنه: في قوله: "تَحَوَّل دم الحيض إلخ" نظر لا يخفى؛ لأن دم الاستحاضة غير دم الحيض؛ لأن دم الحيض من قعر الرحم، ودم الاستحاضة دم انفجر من عرق، يقال له: العاذل، كما نُصَّ عليه في الحديث، فتبصّر، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: "استُحيضت" المرأة من الأفعال الملازمة للبناء للمفعول، وهي ستة وستون فعلًا، وقد نظمتها بقولي:

اعْلَمْ - هَدَاكَ اللهُ - أَفْعَالًا أَتَتْ … مُغَيَّرًا صِيَغُهَا حَيْثُ بَدَتْ

وَهْيَ اسْتُحِيضتْ زُهِيَتْ (١) وَوُضِعَا (٢) … وَبُرَّ حَجٌّ (٣) وُثِئَتْ (٤) وَأُولِعَا (٥)

وَأُزْعِجَتْ وَأُرْعِدَتْ (٦) نُخِي (٧) عُنِي (٨) … عَلَيْهِ أُغْمِيَ (٩) اسْتُهِلَّ (١٠) فَاعْتَنِ

وَوُكِسَتْ (١١) وَدُهِشَتْ (١٢) وَبُهِتَتْ (١٣) … سُقِطَ (١٤) مَعْ غُمَّ الْهِلَالُ (١٥) عُقِمَتْ (١٦).

غُشِيِ عَلَيْهِمْ (١٧) وَغُمِي (١٨) وَأُهْدِرَا (١٩) … طُلَّ دَمٌ (٢٠) وَأُهْرِعُوا (٢١) وَشُهِرَا (٢٢)

---

(١) تكبّرت.
(٢) يقال: وُضِع في حسبه، فهو وضيع: لا قدر له.
(٣) أي: قُبِل الحج.
(٤) وُثئت يده: إذا وَجِعت في العظم بلا كسر.
(٥) أولع بالشيء: إذا عُلِّق به.
(٦) أخذته الرِّعْدة.
(٧) أي: افتخر.
(٨) عُني بالشيء: اهتمّ به، واحتَفَل.
(٩) أي: غُشي عليه.
(١٠) أي: ظهر.
(١١) أي: خسِرَتْ.
(١٢) تحيّرت.
(١٣) أي: دُهِشت وتحيّرت.
(١٤) يقال: سقط في يده: زلّ، وأخطأ، ونَدِم، وتحيّر.
(١٥) أي: حال دونه غيم رقيقٌ.
(١٦) أي: لم تلد.
(١٧) أصابهم الغشي.
(١٨) كغُشي وزنًا ومعنى.
(١٩) أي: بَطَل.
(٢٠) أي: بطل، ولم يُثأر.
(٢١) أي: أسرعوا.
(٢٢) أي: أُفشي، وانتشر.