تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب قال:
[٧٤٥]( … ) - (وَحَدَّثَنَا (١) أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ (ح) وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَغْتَسِلُ بِالصَّاع، وَيَتَطَهَّرُ بِالْمُدِّ"، وَفي حَدِيثِ ابْنِ حُجْرٍ: أَوْ قَالَ: "وَيُطَهِّرُهُ الْمُدُّ"، وقَالَ (٢): وَقَدْ كَانَ كَبِرَ، وَمَا كُنْتُ أَثِقُ بِحَدِيثِهِ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
١ - (إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ) هو: ابن إبراهيم بن مِقْسَم الأسديّ مولاهم، أبو بِشْر البصريّ، ثقةٌ حافظٌ [٨](ت ١٩٣)(ع) تقدم في "المقدمة" ٢/ ٣.
٢ - (عَلِيُّ بْنُ حُجْرِ) بن إياس السعديّ المروزيّ، ثقةٌ حافظٌ، من صغار [٩](ت ٢٤٤)(خ م ت س) تقدم في "المقدمة" ٢/ ٦.
والباقون تقدّموا في الباب.
وقوله:(حَدَّثنَا إِسْمَاعِيلُ) هو ابن عُليّة في السند السابق.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من رباعيّات المصنّف رحمه الله، كسابقه، وهو (٣٥) من رباعيّات الكتاب.
وقوله:(قَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) يعني أن شيخه الأول، وهو أبو بكر بن أبي شيبة وَصَفَ "سفينة" فقال: "عن سفينةَ صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، فزاد قولَهُ:"صاحبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، فـ "صاحبِ" مجرور على الحكاية؛ لأنه صفة لـ "سفينة"، وأما شيخه عليّ بن حُجر، فلم يصفه، بل اقتصر على قوله:"عن سفينةَ".
وقوله: (وَفِي حَدِيثِ ابْنِ حُجْرٍ: أَوْ قَالَ: "وَيُطَهِّرُهُ الْمُدُّ") معناه: أن عليّ بن حجر زاد قوله: "أو قال: ويطهّره المدّ" بعد قوله: "ويتطهّر بالمدّ"،
(١) وفي نسخة: "حدثنا" بدون عاطف. (٢) وفي نسخة: "قال" بحذف العاطف.