(قَالَتْ) زينب، وفي رواية البخاريّ:"وكنت أغتسل أنا والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - … "(وَكَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)، وأتى بالضمير المنفصل؛ لعطف الاسم الظاهر على الضمير المتّصل، كما قال في "الخلاصة" بقوله:
وفي رواية البخاريّ:"قالت: وحدّثتني أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقبّلها، وهو صائم، وكنت أغتسل أنا والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد من الجنابة"، وفي رواية أبي عوانة:"قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقبّلها، وهو صائم، وكانا يغتسلان من إناء واحد".
(يَغْتَسِلَانِ فِي الانَاءِ الْوَاحِدِ)"في" بمعنى "من"، أي من الإناء الواحد (مِنَ الْجَنَابَةِ)"من" تعليليّة، أي لأجل الجنابة، قال في "القاموس": الجنابة: المنيّ. انتهى (٣). فيكون المعنى هنا: من أجل خروج المنيّ، وفي "المعجم
(١) "المصباح المنير" ٢/ ٣٥٨. (٢) ثم ذكر بعد هذا اعتراض ابن السبكيّ على هذه القاعدة بأنها منتقضة بأمثلة، كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: ٨٤]، وقوله: {صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: ١٢٨] وغير ذلك، فقال: وَنَقَضَ السُّبْكِيُّ ذِي بِأَمْثِلَهْ … وَقَالَ ذِي قَاعِدَةٌ مُسْتَشْكَلَهْ فقلت جوابًا عن هذا الاستشكال: يُقَالُ فِي جَوَابِ مَنْ ذَا اسْتَشْكَلَهْ … بِأَنَّ ذَا الْغَالِبُ عِنْدَ النَّقَلَهْ (٣) "القاموس المحيط" ص ٦٦، و"لسان العرب" ١/ ٢٧٩.