وفي الصحيحين عن جرير بن عبد اللَّه مرفوعًا:[لا يرحم اللَّه مَنْ لا يرحم الناس](١).
وله شاهد صحيح رواه الحافظ العراقي عن أنس بن مالك مرفوعًا:[والذي نفسي بيده لا يضع اللَّه رحمته إلا على رحيم. قالوا: كلنا يرحم. قال: ليس برحمة أحدكم صاحبه، يرحم الناس كافة](٢).
وأخرج البخاري في الأدب المفرد بسند قوي عن عبد اللَّه بن عمرو يرفعه:[مَنْ لَمْ يرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ حَقَّ كبيرنا، فليسَ منا](٣).
وأخرج الديلمي بسند حسن في الشواهد عن معقل بن يسار مرفوعًا:[أفضل الإيمان الصبرُ والسماحة](٤).
وقوله تعالى:{أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ}. أي المتصفون بهذه الصفات هم أصحاب اليمين، الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم. وقال يحيى بن سلام:(لأنهم ميامينُ على أنفسهم).
وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}. أي: أصحاب الشمال. قال محمد بن كعب:(أي يأخذون كتبهم بشمائلهم). قال يحيى بن سلام:(لأنهم مشائيم على أنفسهم).
وقوله تعالى:{عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ}. قال ابن عباس:(مغلقة الأبواب).
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٧٣٧٦)، ومسلم (٣١٩)، وأحمد (٤/ ٥٦٢). (٢) حديث صحيح. أخرجه الحافظ العراقي في "المجلس ٨٦ من الأمالي" (٢/ ٧٧)، وله شاهد عند ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٢٠٣). وانظر "الصحيحة" (١٦٧). (٣) حديث حسن. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٣٥٥)، وأبو داود في "السنن" (٤٩٤٣)، والترمذي (١٩٢٠)، وهو حديث قوي وله شواهد. (٤) حسن لغيره. أخرجه الديلمي (١/ ١/ ١٢٨)، وابن أبي شيبة في "الإيمان" (٤٣).