أي: وليميزنّ الله أولياءه وحزبه أهل الإيمان والثبات على الحق بالابتلاء في السَّراء والضراء، وكذلك ليميزنَّ أهل النفاق بالمحن والاختبار والابتلاء. فإنه بالاختبار يتميز هؤلاء من هؤلاء، وَبِغير ذلك فالادّعاء سهل وأكثر الناس يزعمون ويدّعون.
وفي صحيح مسلم عن حذيفة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:[تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوب كالحصير عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سوداءُ، وأيُّ قلب أنكرها نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بيضاءُ، حتى تصيرَ على قلبين، على أبيض مِثْل الصَّفا، فلا تضُرُّه فِتْنَةٌ ما دامتِ السماوات والأرض. والآخرُ أسْوَدُ مُرْبادًا كالكوزِ مُجَخِّيًا لا يَعْرفُ مَعروفًا ولا يُنكِرُ مُنكرًا إلا ما أُشرِبَ من هواه](٢).
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٢٨٨٧) -كتاب الجهاد والسير. باب الحراسة في الغزو في سبيل الله. وانظر كذلك (٢٨٨٦) من الباب نفسه. (٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٤٤) -كتاب الإيمان, باب رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب وعرض الفتن على القلوب. ورواه كذلك في كتاب الفتن في أثناء حديث أطول.