وقوله:{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}. قال أبو عبيدة:{مِنَ} بمعنى على. وقيل: المعنى فانتقمنا له.
قال النسفي:(مَنَعْناه منهم أي من أذاهم). والمقصود: أن النصر كان لنوح - صلى الله عليه وسلم - ومن مضى على منهاجه - في آخر الأمر وحين الفصل، وكان الهلاك والغرق من نصيب أهل التكذيب والطغيان، وأهل الاستهزاء والعصيان.
وقوله:{إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}. أي: إنهم كانوا على منهاج سوء فاستأصلهم الغرق أجمعين.
قال ابن كثير:(أي: أهلكهم الله بعامَّةٍ، ولم يُبْق على وجهِ الأرض منهم أحدًا، إذْ دَعا عليهم نبيُّهم).
في هذه الآيات: تفهيم الله سليمان في مسألة الكرم وغنم القوم، وتسخير الجبال مع داود يسبحن والطير، وتعليمه عمل الدروع الملبوسة، وتسخير الريح والشياطين لسليمان، عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين الصلاة والسلام.