٣ - وقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ}[الفرقان: ٢٠].
وإنما يصدر من هؤلاء ما صدر من سفهاء الأقوام فيما مضى من قولهم لرسلهم:{أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا}.
وقوله:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} - فيه ضرورة الرجوع لأهل العلم لفهم أمور الدين ونفي شبه المبطلين.
قال قتادة:(يقول: فاسألوا أهل التوراة والإنجيل - قال أبو جعفر: أراه أنا قال: - يخبروكم أن الرسل كانوا رجالًا يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق).
وقال ابن زيد:({فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} قال: أهل القرآن، والذكر: القرآن، وقرأ:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}).
وقد ورد في فضل العلم وطلبه والسؤال عنه أحاديث من السنة الصحيحة:
الحديث الأول: في صحيح سنن ابن ماجة من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:[ ... وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء. إنَّ الأنبياء لم يُوَرِّثوا دينارًا ولا دِرْهَمًا. إنما وَرَّثوا العلم. فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر](١).
الحديث الثاني: وفي الباب عن زربن حبيش قال: أتيت صفوان بن عَسَّال المُرادي، فقال: ما جاء بك؟ قُلتُ: أنبط العلم. قال: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:[ما مِنْ خَارجٍ خَرَجَ مِنْ بيتِهِ في طلب العِلم إلا وَضَعَت له الملائكة أجنحتها، رِضًا بما يصنع](٢).
(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (٢٢٣)، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم. انظر صحيح سنن ابن ماجة - حديث رقم - (١٨٢)، وهو جزء من حديث أطول. (٢) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (٢٢٦) في الباب السابق. وانظر صحيح ابن ماجة (١٨٥).