ففي المسند بإسناد صحيح عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [لما عرج بي ربي عز وجل، مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم](١).
وعند البيهقي بسند حسن عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [أتيت ليلة أسري بي على قوم تُقرض شفاههم بمقاريض من نار، كلما قرضت وَفَتْ، فقلت: يا جبريل: من هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون، ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به](٢).
٩ - رأى عن يمين آدم أهل الجنة، وعن يساره أهل النار.
فقد خرّج البخاري من حديث أنس:[. . . فلما فُتِحَ علونا السماء الدنيا فإذا رجل قاعد على يمينه أسْوِدة، وعلى يساره أسودة، إذا نظر قِبَلَ يمينه ضحك، وإذا نظر قبل يساره بكى. فقال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسَمُ بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قِبَلَ شماله بكى](٣).
فصدقه المؤمنون بكل ما ذكره لهم، وعلى رأسهم الصديق رضي الله عنه، وقد سُمِّيَ بذلك من يومئذ، فهو خيرُ المؤمنين بنبيِّه - صلى الله عليه وسلم -.
(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٢٢٤)، وصححه الألباني في "الصحيحة" (٢/ ٦٠). (٢) حديث حسن. أخرجه البيهقي بسند حسن من حديث أنس. انظر: صحيح الجامع - حديث (١٢٨). (٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه - (انظر: فتح الباري: ٦/ ٤٧٧).