قُلْتُ: فَانْحَازَ المُسْلِمُوْنَ إِلَى رَايَةِ رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَكَانُوْا حِزْبَاً وَاحِدَاً، وَتَرَكُوْا مَا سِوَاهُ، وَشَدَّ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً، وَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنَا بَرِئٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ»(٣)
وَقَالَ - عليه الصلاة والسلام -: «لَايَجْتَمِعُ دِيْنَانِ فِيْ جَزِيْرَةِ الْعَرَبِ»(٤)
(١) انظر «الزاد» (٣/ ١٢) والجملتان الأخيران في نص ابن القيم لم أجدها في «الزاد» كما هو أعلاه، مع أن طريقة نقل المؤلف تدل على أنه نقله بالنص. (٢) «زاد المعاد» لابن القيم (٣/ ٦٩). (٣) سبق تخريجه في (ص ١٧٩). (٤) سبق تخريجه في (ص ١٧٣). (٥) قال النووي - رحمه الله - في «تهذيب الأسماء واللغات» (١/ ٣١): [وغزا بنفسه - صلى الله عليه وسلم - خمساً وعشرين غزوة، هذا هو المشهور، وهو قول موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، وأبى معشر، وغيرهم من أئمة السير والمغازى، وقيل: سبعاً وعشرين، ونقل أبو عبد الله محمد بن سعد فى الطبقات الاتفاق على أن غزواته - صلى الله عليه وسلم - بنفسه سبع وعشرون غزوة، وسراياه ست وخمسون، وعدَّها واحدة واحدة مرتبة على حسب وقوعها. قالوا: ولم يقاتل إلا فى تسع: بدر، وأُحُد، والخندق، وبنى قريظة، وبنى المصطلق، وخيبر، وفتح مكة، وحنين، والطائف، وهذا على قول من قال: فُتحت مكة عنوة، وقيل: قاتل بوادى القرى، وفى الغابة، وبني النضير، والله أعلم]. وذكر ابن القيم - رحمه الله - في «زاد المعاد» (١/ ١٢٩) أن عدد الغزوات سبع وعشرون، وقيل خمس، وقيل: تسع وعشرون، وقيل غير ذلك ... وأما سراياه وبعوثه، فقريبٌ من الستين.