زيد بن أرقم عند مسلم (١): "أذكركم الله في أهل بيتي .. أذكركم الله في أهل بيتي" كررها ثلاثاً؛ فإنها توصية تُنادي على طلب رعايتهم لا على أن إجماعهم حجة، وأي ملائمة لذلك للتذكير بالتكرير؟ ويدل له أيضاً حديث:"أحبوا أهل بيتي لمحبتي"(٢) لأنه قد أعلمه الله لما ينال آله من الأمة، وما اتفق عليهم ما علمه كل من له في العلم بالسير همة.
وأشار في الهمزية (٣) إلى شيء من ذلك حيث قال عند ذكر الحسنين - عليهما السلام -:
وبريحانتين طيبهما منـ .... ـك الذي حملتهما الزهراء
فابكهم ما استطعت إن قليلاً ... في عظيمٍ من المصاب البكاء
كل يوم وكل أرض بكربي ... منهم كربلا وعاشوراء
غير أني فوضت أمري إلى ... الله وتفويض الأمور براء
وقد ثبت أن الله أخبر رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن أمته تقتل ولده الحسين، وتذيقه، ومن معه كؤوس الحين، فلذا كرر التوصية بهم والتذكير فهذا وجه الأحاديث الواسعة والكلمات الجامعة منها ما ساقه ابن حجر في شرح الهمزية حيث قال:
(١) في "صحيحه" رقم (٢٤٠٨). (٢) أخرجه الترمذي رقم (٣٧٨٩) وقال: حديث حسن غريب، وهو حديث ضعيف من حديث ابن عباس. (٣) ابن حجر في شرح الهمزية.