وقال أبو الليث: وقوله تعالى: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ}[البقرة: ٥٧] يعني: قيل لهم: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ} وهذا من المضمرات، وفي كلام العرب يضمر الشيء إذا كان فيه دليل يستغنى عن إظهاره. كما قال في آية أخرى:{فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}[آل عمران: ١٠٦] يعني: (يقال لهم: {أَكَفَرْتُمْ}).
وكما قال في آية أخرى:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ}[الزمر: ٣] يعني: (قالوا: ما نعبدهم)، ومثله في القرآن كثير (٤). [٢٦]
ثانياً: تفسير القرآن بالسنة النبوية
قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤]،
(١) هذا ليس من تفسير القرآن، انظر حاشية (١) (ص٣٧). (٢) انظر: «تفسير الطبري» (١/ ٣٠١). (٣) انظر: «تفسير الطبري» (١/ ٦٧). (٤) «تفسير القرآن» للسمرقندي (١/ ٣٥٩).