رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من النبل، ويقول: صدري دون صدرك، ونفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء، وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: لصوت أبي طلحة في الجيش خيرٌ من مائة رجل (١).
واختلف في وقت وفاته فقيل: سنة إحدى وثلاثين. وقيل: سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان بن عفان، وروى حماد بن سلمة عن ثابت البناني، وعلي بن زيد، عن أنس: أن أبا طلحة سرد الصَّوم (٢) بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أربعين سنة، وأنه ركب البحر، فمات فدفن في جزيرة، وقال المدائني: مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين، والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك. روى عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ستَّةً وعشرين حديثًا، أخرج له منها في الصحيحين أربعة أحاديث.
و(قوله: بارك الله لكما في غابر ليلتكما) أي: في ماضيها، وقد تقدَّم أن غبر من الأضداد. يقال: غبر الشيء: إذا ذهب، وغبر: إذا بقي. وصنيع أم سليم،
(١) رواه أحمد (٣/ ١١١). (٢) سرد الصوم: والاه وتابعه.