فبادرت، فطلع الفجر قبل تمامه، فقد قال مالك: هي كمن طلع عليها وهي حائض، يومها يوم فطر، وقاله عبد الملك. وقد ذكر بعضهم قول عبد الملك هذا في المتوانية. وهو أبعد من قول ابن مسلمة.
وقولهما:(كان يصبح جنبًا من غير حلم)؛ يفيد فائدتين:
إحداهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجامع ويؤخر غسله حتى يطلع الفجر، ليبين المشروعية، كما قال:(عمدًا فعلته يا عمر)(١).
وثانيهما: دفع توهم من يتوهم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحتلم في منامه، فإن الحلم من الشيطان (٢)، والله قد عصمه منه.
وقول أبي هريرة:(هما أعلم)؛ يدل على رجوعه في قوله الأول. وقد صرَّح بالرِّجوع في آخر الحديث.
(١) رواه أحمد (٥/ ٣٥٠)، ومسلم (٢٧٧)، وأبو داود (١٧٢)، والترمذي (١١)، والنسائي (١/ ١٦) من حديث بريدة. (٢) رواه أحمد (٥/ ٣١٠)، والبخاري (٦٩٩٥)، ومسلم (٢٢٦١/ ١ و ٢)، وأبو داود (٥٠٢١)، والترمذي (٢٢٧٧)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٩٧ و ٩٠٠ و ٩٠١)، وابن ماجه (٣٩٠٩) من حديث أبي قتادة. قال في فتح الباري (٤/ ١٤٤): في قولها: "من غير احتلام": إشارة إلى جواز الاحتلام عليه، وإلا لما كان للاستثناء معنى.