أراد ولا وجد شيخ (أضل ناقته)(٢) قال (٣) وقد يجوز في العربية: لا تطيعن (٤) منهم من أثم, أو كفر، فيكون المعنى في:(أو) قريبًا من معنى (الواو) كقولك للرجل: لأعطينك سألت، أو سكتَّ، معناه: لأعطينك على كل حال (٥). هذا كلامه، وعلى هذا يتجه قول قتادة: إن أبا جهل قال: لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأن على عنقه، فأنزل الله:{وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا}(٦) يعني أبا جهل.
وقال الزجاج:(أو) هاهنا أوكد من (الواو)؛ لأنك إذا قلت: لا تطع
(١) ورد البيتان في: شرح أبيات "معاني الفراء" ٢٢١، "الكامل" ٢/ ٨٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢٤، "الكشف والبيان" ١٣/ ٢١/ ب، الأضداد: لابن الأنباري: ٢٨٢، "المذكر والمؤنث" لابن الأنباري: ٢/ ٧٩، وورد البيت الأول منسوبًا إلى ابن رعلاء الغساني، ط/ ٢، "إيضاح الوقف والابتداء" ١/ ٤٤٢، الأمالي: ٢/ ١٢٣، وكلها برواية "عجول" بدلًا من: "عجوز". موضع الشاهد: "أو وجد شيخ"، أراد: ولا وجد شيخ، فقد ذكر بعض النحويين أن "أو" تأتي بمعنى: "لا". انظر شرح أبيات "معاني القرآن" ٢٢١. (٢) ما بين القوسين ساقط من (ع). (٣) أي الفراء. (٤) في (أ): يطعن. (٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٩ - ٢٢٠ بتصرف. (٦) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٩، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢٤، "الكشف والبيان" ١٣: ٢١/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣١، "الدر المنثور" ٨/ ٣٧٨ وعزاه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر.