وقال قتادة: إن الشمس والقمر وجوههما قبل السموات، وأقفيتهما قبل الأرض، وأنا أقر بذلك أنه من كتاب الله، وتلا هذه الآية (٢).
وقال الكلبي:(فيهن) يعني معهن (٣).
والمعنى: خلق السموات والأرض والقمر مع خلق السموات، فجعل القمر نورًا بالليل، وجعل الشمس سراجًا ضياء لأهل الأرض.
وهذا قول مقاتل (٤).
وعلى قولهما:(في) بمعنى: (مع)(٥)، هذا قول المفسرين، وأما أهل العربية، فقال الأخفش: هذا على المجاز، كما تقول: أتَيْتُ بني تميم، وإنما أتيت بعضهم (٦)؛ لأنه إنما جعل نورًا في السماء ...........
= والحاكم وصححه في "المستدرك": ٢/ ٥٠٢ كتاب التفسير، تفسير سورة نوح، وقال: حديث صحيح، ووافقه الذهبي. (١) ورد قوله في: تفسير القرآن: لعبد الرزاق: ٢/ ٣١٩، و"جامع البيان" ٢٩/ ٩٧، و"الكشف والبيان" ١٢: ١٨٨/ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٣٩٨، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٣٧٥، و"زاد المسير" ٨/ ٩٩، و"لباب التأويل" ٤/ ٣١٣، و"الدر المنثور" ٨/ ٢٩١وعزاه إلى عبد بن حميد، و"فتح القدير" ٥/ ٢٩٩. (٢) "جامع البيان" ٢٩/ ٩٧. (٣) "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٣٠٤. (٤) "الكشف والبيان" ١٢: ١٨٨/ ب، بمعناه، والعبارة عنه: "وجعل القمر معهن نورًا لأهل الأرض". (٥) "في": هي من الحروف العوامل، وعملها الجر، ومعناها: الوعاء، وتأتي بمعنى: "على"، وهذا عند الكوفيين، وتأتي بمعنى: "مع" عند البصريين، وتكون على بابها. انظر: معاني الحروف للرُّماني: ٩٦. (٦) "معاني القرآن" ٢/ ٧١٥ نقله عنه بتصرف.