وقال عبد الله بن الحارث: هي صخرة خضراء على ظهر الحوت (١).
قال الكلبي: هي الصخر التي الأرض عليها (٢). ونحو هذا قال السدي: هذه ليست في السموات ولا في الأرض، إنما هي تحت سبعة أرضين عليها ملك قائم (٣)(٤).
وقال قتادة: فتكن في صخرة، أي: جبل (٥){أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ} إن قيل: هذه الصخرة لا يخلو من أن تكون في الأرض، وإذا حصل بكونه في الأرض أغنى {أَوْ فِي الْأَرْضِ} عن قوله: {فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ}. قيل: قد صرح السدي بأن هذه الصخرة ليست في الأرض، على أن هذا النحو من التأكيد والتكرير لا ينكر، وعلى هذا قوله:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[العلق: ١] ثم قال: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ}[العلق: ٢]
قوله:{يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} قال ابن عباس: يقول يعلمها الله (٦). وهذا قول السدي (٧). وهو معنى وليس بتفسير. قال أبو إسحاق: وهذا مثل لأعمال
(١) ذكره "تفسير القرطبي" ١٤/ ٦٨ ولم ينسبه لأحد، وذكره الثعلبي منسوبًا للسدي ٥/ ١٧٣ أ، وذكره الماوردي ٦/ ٣٣٧ ونسبه لعبد الله بن الحارث. (٢) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ١٠٥ - ١٠٦. (٣) ذكره القرطبي ١٤./ ٦٨، والثعلبي ٥/ ١٧٣ أ، ونسبه للسدي. (٤) كل هذه الأقوال التي ذكرها المؤلف -رحمه الله- في معنى الصخرة -والله أعلم- من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب. قال ابن عطية في "تفسيره" ٤/ ٣٥٠ بعد أن ذكر بعض تلك الأقوال: وهذا كله ضعيف لا يثبته سند، وإنما معنى الكلام المبالغة والانتهاء في التفهيم، أي أن قدرته تنال ما يكون في تضاعيف صخرة وما يكون في السماء وفي الأرض. (٥) انظر: "تفسير الماوردي" ٤/ ٣٣٨، "مجمع البيان" ٨/ ٤٩٩. (٦) لم أعثر عليه فيما لدي من مراجع. (٧) "تفسير الطبري" ٢١/ ٧٣.