فيما بعد ذلك:"وما يدريك أنها رقية؟ ". ولم يقل: إن فيها رقية (١). كما سيأتي. وفي رواية الترمذي: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، وذكر نحوه، وفيه: أن أبا سعيد هو الذي رقاه، وفيه أنه قرأ الحمد سبع آيات، وأن الغنم كانت ثلاثين شاة (٢).
(حتى برئ) يقال: برئت من المرض برءًا. بالضم، وأهل الحجاز يقولون: برأت من المرض برءًا. بالفتح. (كأنما أنشط من عقال) العقال الحبل الذي يشد به ركبة البعير لئلا يسرح، وأنشطت البعير إذا حللت عقاله [نشطته به إذا شددته، قال ابن الأثير: وقد جاء في بعض الروايات: كأنما نشط من عقال](٣)، والمعروف أنشط (٤).
قال (فأوفوه) من الإيفاء الذي هو الإتمام، وفي بعض نسخ البخاري بالراء، مبني للمفعول (جعله) رواية: فأوفوهم جعلهم بضم (٥) الجيم. قال صاحب "المجمل": الجعل والجعالة والجعيلة ما يُعطاه الإنسان على الأمر يفعله (٦). (الذي صالحوه عليه) أصله قطع المنازعة (فقالوا) أي: قال بعضهم لبعض (اقسموا) قال القرطبي: إنما هي قسمة برضا الراقي لأنها ملكه؛ إذ هو الذي فعل العوض الذي به استحق الغنم، لكن طابت نفسه بالشركة أي: لرفقته، وهذا من المواساة التي هي من مكارم الأخلاق (٧).
(١) انظر: "المفهم" ٥/ ٥٨٦. (٢) "سنن الترمذي" (٢٠٦٣). (٣) ما بين المعقوفتين ساقط من (ر). (٤) انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٥/ ١٣١. (٥) في (ر): بفتح. والمثبت من (ل). (٦) انظر: "مجمل اللغة" ص ١٩١. (٧) انظر: "المفهم" ٥/ ٥٨٦.