وعن النبي ﷺ أنه كان في سفرٍ فقال في أمر الناس:«إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا»(٢).
كما أجمعت الأمة على تقديمهما لما ثبت لهما من الفضائل الكثيرة التي شهد لهما بها النبي ﷺ والصحابة من بعده.
قال شيخ الإسلام:«وقد اتفق أهل السنة والجماعة على ما تواتر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ﵁، أنه قال: خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم عمر ﵄»(٣).
وأما تفضيلهم أبا بكر؛ فلما اختص به من الفضائل التي لم يشاركه فيها غيره، منها: ما أخرج الشيخان من حديث عمرو بن العاص ﵁ أن النبي ﷺ بعثه على جيشِ ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال:«عائشة». فقلت: من الرجال؟ قال:«أبوها». قلت: ثم مَن؟ قال:«عمر ابن الخطاب»، فعدَّ رجالًا» (٤).
وقال ﷺ فيما رواه الشيخان أيضًا: «إنَّ مِنْ أمنَّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنتُ مُتخذًا خليلًا غير ربي لاتخذتُ أبا بكرٍ، ولكن أخوة
(١) مجموع الفتاوى (٤/ ٤٠٠). (٢) أخرجه مسلم (١/ ٤٧٢، ٤٧٣) ح (٦٨١). (٣) مجموع الفتاوى (٣/ ١٥٣). (٤) صحيح البخاري مع الفتح (٧/ ١٨) (ح ٣٦٦٢)، وصحيح مسلم (٤/ ١٨٥٦) (ح ٢٣٨٤).