أَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْد الْجَبَّارِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشريف أَبُو بكر المنكدري قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَن بْن الصلت قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بكر بْن الأنباري قَالَ:
حَدَّثَني أبي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه المطبخي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق الجيلي قَالَ: لما حج المنصور فِي آخر عمره دخل عَلَى [١] بعض المنازل بطريق مكة، فرأى كتابة عَلَى الحائط فقرأها، فإذا هي [٢] :
أبا جَعْفَر حانت وفاتك وانقضت ... سنوك وأمر اللَّه لا بد واقع
أبا جَعْفَر هل كاهن أو منجم ... لك اليوم عَنْ حر المنية دافع [٣]
أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا محمد بن أَحْمَدَ بِنْ رِزْقٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَد الدَّقَّاق قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد البراء قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن هِشَام قَالَ: قَالَ الربيع: بينا أنا مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ فِي طريق مكة تبرز ونزل يقضي حاجته، فإذا الريح قَدْ ألقت إِلَيْهِ رقعة فِيهَا مكتوب:
أبا جَعْفَر حانت وفاتك وانقضت ... سنوك وأمر [٤] اللَّه لا بد واقع
[أبا جَعْفَر هل كاهن أو منجم ... لك اليوم عَنْ حر المنية دافع][٥]
قَالَ: فناداني: يا ربيع تنعي إلي نفسي فِي رقعة؟ قلت: لا والله مَا أعرف رقعة، ولا أدري مَا هي؟ قَالَ: فما رجع من وجهه حَتَّى مات [٦] .
قَالَ ابْن البراء: ومات ببئر ميمون، وَهُوَ محرم، فدفن مكشوف الوجه لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، وَكَانَ عمره ثلاثا وستين سنة، وخلافته إحدى/ وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وثمانية أيام.
قَالَ مؤلف الكتاب رحمه اللَّه [٧] تعالى: وقد اختلفوا [٨] في مقدار عمره على
[١] «على» ساقطة من ت. [٢] في ت: «كتابا على الحائط فقرأه فإذا هو» . [٣] انظر الأبيات في: تاريخ بغداد ١٠/ ٦٠. [٤] في الأصل: أمرك، وبها ينكسر الوزن. [٥] هذا البيت ساقط من الأصل. [٦] انظر الخبر في: تاريخ بغداد ١٠/ ٦٠. [٧] في ت: «قال المصنف» . [٨] في ت: «واختلفوا» .