وقَالَ عَمْرو بْن دينار: دخلت عَلَى وهب بصنعاء فأطعمني من جوزة في داره فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت فِي القدر كتابًا. فَقَالَ: وأنا والله وَدِدْتُ ذَلِكَ.
وقَالَ حمّاد بْن سَلَمَةُ: ثنا أَبُو سنان، سَمِعْتُ وهب بْن منِّبه يَقُولُ: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعًا [١] وسبعين كتابًا مِنْ كتب الأنبياء [٢] مِنْ جعل شيئًا مِنَ المشيئة إلى نفسه فقد كفر. فتركت قولي.
وقَالَ عَبْد الرزاق: سَمِعْتُ أَبِي همّامًا يَقُولُ: حجّ عامّة الفقهاء سنة مائة فحجّ وهب، فلما صلّوا العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحَسَن وهم يريدون أن يكلّموه فِي القدر قَالَ: فأخذ فِي باب مِنَ الحمد فما زال حتى طلع الفجر فافترقوا ولم يسألوه.
وعَنْ وهب قَالَ: لا بُدَّ لك مِنَ النَّاسَ فكن فيهم أصمَّ سميعًا أعمى بصيرًا أخْرَسَ نَطُوقًا.
ورَوى أَبُو سلام- رَجُل لا أعرفه- عَنْ وهب قَالَ: العِلْم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمته، والصبر أمير جنوده، والرّفق أبوه، واللّين أخوه.
[١] في المصباح: بضع يستوي فيه المذكر والمؤنث فيقال: بضع رجال وبضع نسوة. وفي تهذيب التهذيب «بضعة» . (ج ١١/ ١٦٨) . [٢] في الميزان وتهذيب التهذيب، في كلها من جعل..