الطبري -رحمه الله- قبل موته، وتوفي بعد ساعة أو أقلّ منها، فذُكِرَ له هذا الدعاء (١) ، عن جعفر بن محمد -عليهما السلام- فاستدعى محبرة وصحيفةً فكتبها، فقيل له: أفي هذه الحال؟! فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلمِ حتى يموت)) اهـ.
[* خبر ابن سعدون (٣٥٢)]
ذكر القاضي عِياض في ((ترتيب المدارك)) (٢) في ترجمة أبي بكر محمد بن وسيم بن سعدون الطُّليطلي أنه كان رأسًا في كلِّ فن، مُتقدِّمًا فيه ... قال:((ودَخَل عليه -وهو في النزع- بعضُ أصحابه، فناداه، فلم يُجِبْه، فقال الآخر: (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ)[سبأ/ ٥٤] .
فقال له أبو بكر حين ذلك: نزلت في الكفار، وفيها:(إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ)(٣) .
* خبر مسرَّة الحضرمي (٣٧٣)
وذكر عياضٌ في ((المدارك)) (٤) -أيضًا- في ترجمة مسرَّة بن مسلم الحَضْرمي ت (٣٧٣) -وكان من أهل العلم والزهد التام- أنه لما احْتُضِرَ ابتدأ القرآن، فانتهى في (سورة طه) إلى قوله تعالى: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)[طه/ ٨٤] ، ففاضت نفسه.
(١) وهو قوله: ((يا سابق الفوت، ويا سامع الصوت، ويا كاسي العظام لحمًا بعد الموت ... )) ثم يدعو بمسألته. (٢) (٦/ ١٧٦) . (٣) انظر: ((تفسير ابن كثير)) : (٣/ ٥٥٢- ٥٥٤) . (٤) (٦/ ٢٧١) .