وفي كتاب ((الفَلاَكة والمفلوكون)) (١) للدَّلَجي في ترجمة الإمام أبي عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك النحوي العلامة، قال:((كان كثير الإشْغَال (٢) والاشتغال، حتى أنه حفظ في اليوم الذي مات فيه خمسة شواهد!!)) .
[* خبر الصفي الهندي (٧١٥)]
ذكر الذهبي في ((معجم شيوخه)) (٣) في ترجمته أنه روى له حديثين قال: ((ليسا هما عندي، قرأتهما عليه ونَفَسُه يُحشرج في الصدر، فتوفي يومئذٍ عفا الله عنا وعنه آمين)) اهـ.
* خبر الحجَّار (٧٣٠)
وهذا المعمّر الأعجوبة، شهاب الدين أبو العبَّاس أحمد بن أبي طالب الحجَّار، مُسْند الدنيا (٤) ت (٧٣٠) ، فقد ذكر الفاسيُّ أن الطلاب قد قرءوا عليه في يومِ موته، وله مئة سنة وعشر سنين تقريبًا!!
أقول: فاتعظ بهذه الهِمم العَلِيَّة، وابْكِ على تقصيرك ودُنُوِّ هِمَّتك، واستدرك ما فرط من أمرك بالجدِّ والعمل، ومداومة الدرس والنظر، فمن سار على الدرب وصل، وعند الصباح يَحْمَد القوم السُرَى.