يدرى [١] أيّة [٢] بيضة تفلّقت عن رأسه ولا من أي عشّ درج، والله لقد عرفت الدعوة من قبل أن يخلق هذا في بطن أمّه. اكتب يا أبا منصور بما تسمع [٣] إلى الإمام، فقال أبو منصور: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير، أنا والله أول من سلّم لأمر الإمام وسمع وأطاع. وتكلّم أبو داود خالد بن إبراهيم وغيره ممن حضر فقالوا لسليمان: يا أبا محمد! إن كنت مؤتما بطاعة إمامك فقلّده شرائع الدين، [١٣١ أ] واسمع له وأطع فيما وافقك أو خالف هواك. ومدّ أبو مسلم يده إلى كتاب إبراهيم ليأخذه.
[حديث سليمان بن كثير مع أبي مسلم]
ولمّا مدّ أبو مسلم يده إلى كتاب إبراهيم ليأخذه حذفه سليمان بن كثير بالدواة فشجّه [٤] ، فسال الدم على وجهه، وقذفه بشير بن كثير أخو سليمان.
فقام أبو مسلم عن المجلس وهو يقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبيّنات من إمامكم [٥] ؟ ونهض مع أبي مسلم من المجلس ناجية ابن أثيلة الباهلي ومحمد بن علوان المروزي فجعلا يغسلان الدم عن وجهه وهو
[١] في ن. م. ص ٢٦٣ أ: «لا ندري» . [٢] في الأصل «إنّه» وفي كتاب التاريخ ص ٢٦٣ أ «أي» . [٣] في الأصل: «نسمع» وما أثبتناه من كتاب التاريخ ٢٦٣ أ. [٤] في كتاب التاريخ ص ٢٦٣ أ «فشج جبينه» . [٥] نص الآية الكريمة التي اقتبس منها أبو مسلم قوله «وَقال رَجُلٌ مُؤْمِنٌ من آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ من رَبِّكُمْ» ٤٠: ٢٨. الآية، سورة غافر الآية ٢٨.