كتاب المنمق في أخبار قريش

منافرة عبد المطلب وثقيف - ص: 96

من عنده أقبل على عبد المطلب وأصحابه فقال: حاجتكم؟ قالوا: إنا قد خبأنا خبيئا فأنبئنا عنه، قال: نعم، خبأتم لي شيئا طار، فسطع فتصوّب [١] فوقع فالأرض منه بلقع [٢] ، قالوا: لاده [٣] أي بيّن، قال: هو شيء طار، فاستطار ذو ذنب جرار، ورأس كالمسمار [٤] ، وساق كالمنشار، قالوا: لاده قال: إن لاده فلاده [٥] ، هو رأس جرادة، في خربة [٦] مزادة، في عنق سوار ذي القلادة، قالوا له: قد أصبت، فانتسبا له وقالا له: أخبرنا في ما اختصمنا، قال:

أحلف بالضياء والظلم، والبيت ذي الحرم، أن المال [٧] ذا الهرم، للقرشي ذي الكرم، قال، فغضب الثقفيون، فقال جندب بن الحارث [٨] : اقض لأرفعنا مكانا، وأعظمنا جفانا، وأشدنا طعنا، فقال عبد المطلب: اقض لصاحب الخيرات الكبر [٩] ، ومن كان أبوه سيد مضر، وساقي الحجيج إذا كثر، فقال الكاهن: (الرجز)

أما ورب القلص [١٠] الرواسم [١١] ... يحملن أزوالا [١٢] بقيّ [١٣] طاسم [١٤]

---

[١] تصوّب تسفل.
[٢] في الأصل: بقع، والتصحيح من نهاية الأرب ٣/ ١٣٩، والبلقع: أرض قفر لا نبات فيها.
[٣] في أنساب الأشراف ١/ ٧٥: إلّا ده.
[٤] في الأصل: كالمسهار- بالهاء. والمسمار: الوتد من الحديد.
[٥] في الأصل: لاده، ومعنى إن لاده فلاده: إلا يكن قولي بيانا فلا بيان- انظر مجمع الأمثال للميداني ١/ ٢٩.
[٦] في الأصل: خرب.
[٧] في الأصل، الدفين، ولعله مصحف عن «المال» وفي أنساب الأشراف ١/ ٧٥: ماء.
[٨] في الأصل: الحرثي.
[٩] في الأصل: الكبرى.
[١٠] القلص كعنق جمع القلوص كزبور: الطويلة القوائم من الإبل.
[١١] الرواسم جمع الراسمة وهي الإبل السائرة رسيما والرسيم سير لها فوق الذميل.
[١٢] في الأصل: أذوالا- بالذال المعجمة، والزول كقول: الشجاع والظريف وقيل الفطن، جمعه الأزوال.
[١٣] القي كري بكسر الراء: قفر الأرض.
[١٤] الطاسم: المظلم أو الأغبر.