بقريش فلم يغثه أحد، فقيل للزبيدي: ائت [١] الأحلاف، فأتاهم وكلمهم فلم يعينوه وقالوا: إن أغثناه وقع بيننا وبين إخوتنا شر، فتركوه [٢] فأقام أياما ثم قدم حنظلة بن الشرقي [٣] أحد بلقين [٤] بن جسر [٥] فجاور [٦] بمكة عبد الله بن جدعان التيمي ومعه إبل له، فشد عليه بعض بطون قريش فانتحر منها، فبلغ ذلك حنظلة فأتاهم [٧] بثلاثة جزائر وقال لهم: انتحروها إلى التي انتحرتم فأنتم أهله، فاستحيوا ثم عادوا فأخذوا [٨] سائر إبله فذهبوا بها فأنشأ يقول: (الطويل)
وباتت وبات الهم تحت جرانها [١٢] ... ضمورا بأن الوحش لو لم تجزر
ولو علمت صرف البيوع لسرها [١٣] ... بمكة أن تبتاع [١٤] حمضا [١٥] بإذخر [١٦]
[١] في الأصل: ايت. [٢] في الأصل: فتركواه. [٣] في الأصل: الشرفي- بالفاء، وكنية حنظلة أبو الطمحان بالتحريك وبها يعرف. [٤] بلقين تخفيف بني القين كبلعنبر تخفيف بني العنبر. [٥] في الأصل: خسر- بالخاء المعجمة. [٦] في الأصل: فجاوز- بالزاي المعجمة. [٧] في الأصل: بثلث. [٨] في الأصل: فأخذو. [٩] المرقال بكسر الميم اسم ناقته، والمرقال في اللغة كل ناقة سريعة السير. [١٠] في الشعر والشعراء ص ٢٢٩ والأغاني ١١/ ١٣٤: وأتب، وفي ١٦/ ٦٩ منه: واشتاق. [١١] في الأصل: ارمام ١، وأرمام اسم جبل في ديار باهلة وقيل: هو واد في ديار بني أسد وقيل: بل هو واد بين الحاجر وفيد في شمال غربي نجد معجم البلدان ١/ ١٩٥ و ١٩٦، وفي الأغاني ١١/ ١٣٤: أوطانا، وفي ١٦/ ٦٩ منه: أزمانا، وكلاهما خطأ، وفي أساس البلاغة للزمخشري ص ١٧٧: أرماثا- بالمثلثة، والرمث بكسر الراء شجر يشبه الغضا. [١٢] الجران بكسر الجيم كسنان: مقدم العنق، جمعه: جرن وأجرنة. [١٣] في الأصل: يسرها. [١٤] في الأصل: سباعا. [١٥] الحمض كقبض: ما ملح وأمر من النبات، والمراد بالحمض بلاد الحمض وهي البادية- هكذا قال ابن قتيبة في الشعر والشعراء ٢٢٩. [١٦] الإذخر بكسر الهمزة والخاء المعجمة: الحشيش الأخضر، جمعه أذاخر والمراد بالإذخر بلاد الإذخر أي المدن.