إن حام بن نوح كان رجلا أبيض، حسن الوجه والصّورة، فغيّر الله عزّ وجلّ لونه وألوان ذرّيته من أجل دعوة أبيه، وإنه انطلق وتبعه [١] ولده فنزلوا على ساحل البحر، فكثّرهم الله وأنماهم، وهم السّودان. وكان طعامهم السمك، فحدّدوا أسنانهم حتى تركوها مثل الإبر، لأن السمك كان يلصق/ ١٤/ بها. ونزل بعض ولده المغرب. فولد حام: كوش بن حام، وكنعان بن حام، وقوط [٢] بن حام.
فأما قوط بن حام، فسار فنزل أرض الهند والسّند، فأهلها من ولده.
وأما كوش وكنعان، فأجناس السودان والنّوبة والزّنج والقزّان [٣] والزّغاوة والحبشة والقبط والبربر من أولادهما.
[يافث بن نوح]
وأمّا يافث، فمن ولده: الصّقالب، وبرجان، والأشبان [٤] ، وكانت منازلهم أرض الرّوم قبل الرّوم. ومن ولده: التّرك، والخزر، ويأجوج، ومأجوج.
[سام بن نوح]
وأما سام بن نوح، فسكن وسط الأرض: الحرم وما حوله، واليمن إلى حضرموت إلى عمان إلى البحرين إلى عالج «١» ويبرين ووبار والدّو والدّهناء.