أحدها: الصبر، وهو حبس النفس عن محارم الله، وحبسها على فرائضه، وحبسها عن التسخط والشكاية لأقداره (١).
الثاني: اليقين، وهو الإيمان الجازم الثابت الذي لا ريب [فيه](٢) ولا تردد ولا شك (٣) ولا شبهة بخمسة أصول، ذكرها سبحانه في قوله - تعالى -: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ [البقرة: ١٧٧]، وفي قوله: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (١٣٦)﴾ [النساء: ١٣٦]، وفي قوله ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ﴾ [البقرة: ٢٨٥]، والإيمان باليوم الآخر (٤) داخل في الإيمان بالكتب والرسل.
وجمع بينها النبي ﷺ في حديث عمر، في قوله:"الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر"(٥).
= أنسب في الاستدلال. وجملة (لأنه قال: ﴿يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾) ساقطة من ج. (١) (وهو حبس) إلى (لأقداره) ساقط من ج. (٢) ساقطة من الأصل وأثبتت من ب، و ج. (٣) في ج (لا تردد فيه) بدل (لا ريب فيه ولا تردد ولا شك). (٤) في الأصل (والإيمان بالله واليوم الآخر)، وفي ب، و ج كما أثبت، وهو الصحيح؛ لأن الإيمان بالله مذكور فى الآية بخلاف الإيمان باليوم الآخر. (٥) متفق عليه، واللفظ لمسلم. صحيح البخاري (١/ ٢٢)، كتاب الإيمان، باب (٣٨) سؤال جبريل النبي =