إذا تغير وانتقل عن الحال المحمودة التي يجب أن يكون عليها، حتى لا ينتفع به (١)، وهو خلاف صلح يصلح صلاحا وصلوحا، وأصل الصلاح: استقامة الحال، فهو فاسد وصالح.
(وعسيت أن أفعل ذاك)(٢)، أي قاربت أن أفعله ورجوت ذلك وطمعت فيه، فيجوز [٨/أ] أن أفعله، ويجوز ألا أفعله، فجعل عبارة عن الترجي والإشفاق، كما عبروا بالحروف عن التمني والطمع، نحو: ليت، ولعل. ومنعوا عسى التصرف (فلا يقال منه: يفعل، ولا فاعل)، لا يقال: يعسى، ولا عاس، ولا مصدر له (٣) أيضا (٤)، لأنه وقع بلفظ
(١) ش: "حتى لا يكون عليها ولا ينتفع به". (٢) والعامة تقول: "عسيت" بكسر السين. ما تلحن فيه العامة ١٠٣، وإصلاح المنطق ١٨٨، وأدب الكاتب ٤٢٢، قال ابن درستويه ١٢٠: "وهو لغة شادة رديئة". قلت: قرأ بها نافع من القراء السبعة في قوله: {فهل عسيتم أن توليتم} سورة محمد ٢٢، قال الفراء في معاني القرآن ٣/ ٦٢: "ولعلها لغة نادرة". وينظر علل القراءات ٢/ ٦٣٣، والنشر في القراءات العشر ٢/ ٢٣٠. (٣) ش: "لها". (٤) ينظر: الكتاب ٣/ ١٥٨، وإصلاح المنطق ١٨٨، والأفعال للسرقسطي ١/ ٣١٥، والصحاح (عسا) ٦/ ٢٤٢٥.